Surat Al Adiyat.
On 26th of the Islamic month of Jamadi as-Sani in 8 AH, the Muslims led by the Commander of the Faithful, Imam Ali ibn Abi Taleb (AS) achieved a great victory in the battle of “Zaat as-Salasel” which was fought against the pagan Arab tribes north of Medina on the road to Syria.
الامام (ع) ومعركة ذات السلاسل
وهي غزوة وادي الرمل التي وقعت في السنة الثامنة من الهجرة[1].
فقد بعث رسول الله (ص) الى اهل وادي اليابس «ذات السلاسل» عدداً من الصحابة كأبي بكر وعمر، فكان كلٌ منهم يرجع الى رسول الله (ص) ولا يقاتلهم. الى ان بعث (ص) علياً (ع) الى تلك المنطقة فأوقع بهم. و«سميت هذه الغزوة ذات السلاسل لانه (ع) اسّر منهم وقتل وسبى وشد اسراهم في الحبال مكتفين كأنهم في السلاسل. ولما نزلت سورة [العاديات] خرج رسول الله (ص) الى الناس فصلى بهم الغداة وقرأ فيها: (والعادياتِ ضَبحاً . فالمورياتِ قَدحاً)[2] فلما فرغ من صلاته قال اصحابه: هذه سورة لم نعرفها. فقال رسول الله (ص): نعم ان علياً ظفر بأعداء الله وبشرني بذلك جبرئيل (ع) في هذه الليلة، فقدم علي (ع) بعد ايام بالغنائم والاسارى»[3].
والقصة[4] ان اهل وادي اليابس اجتمعوا في اثني عشر الف فارس وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا على ان لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل أحدٌ أحداً ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم عن حلف واحد او يقتلوا محمداً (ص) وعلي بن أبي طالب (ع). فنـزل جبرئيل (ع) على محمد (ص) وأخبره بقصتهم وما تعاهدوا عليه وتواثقوا وامره ان يبعث ابا بكر اليهم في اربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار، ولكنه رجع اعتقاداً منه بان القوم من اهل اليابس اكثر منهم عدداً وأقوى منهم عدّة. فخالف امر رسول الله (ص) بذلك. ثم بعث النبي (ص) عمر بن الخطاب في المرة الثانية، ولكنه رجع بنفس مقالة ابي بكر.
فدعا علياً (ع) وأوصاه بما اوصى الاول والثاني واصحابه الاربعة آلاف فارس واخبره ان الله سيفتح عليه وعلى اصحابه. فخرج علي (ع) ومعه المهاجرون والانصار فسار بهم سريعاً حتى خافوا ان ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم، فقلا لهم: لا تخافوا، فان رسول الله (ص) قد أمرني بأمر وأخبرني ان الله سيفتح عليَّ وعليكم فابشروا فانكم على خير والى خيرٍ. فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير والتعب حتى اذا كانوا قريباً منهم حيث يرونهم ويراهم، امر أصحابه ان ينـزلوا وسمع اهل وادي اليابس بقدوم علي بن ابي طالب واصحابه، فخرج اليه منهم مائتا رجل شاكين بالسلاح. فلما رآهم علي (ع) خرج اليهم في نفر من اصحابه فقالوا لهم: من انتم ومن اين انتم ومن اين اقبلتم واين تريدون؟ قال: انا علي بن ابي طالب ابن عم رسول الله (ص) اخوه ورسوله اليكم. ادعوكم الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ولكم ان آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم من خير وشر. فقالوا له: اياك اردنا وانت طلبتنا قد سمعنا مقالتك وما عرضت علينا فخذ حذرك واستعد للحرب العوان، واعلم إنا قاتلوك وقاتلوا اصحابك والموعد فيما بيننا غداً ضحوة، وقد اُعذرنا فيما بيننا وبينكم.
فقال لهم علي (ع): ويلكم! تهددوني بكثرتكم وجمعكم فانا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، فانصرفوا الى مراكزكم. وانصرف علي (ع) الى مركزه. فلمّا جنّه الليل أمر اصحابه ان يحسنوا الى دوابهم ويقضموا ويسرجوا، فلما انشق عمود الصبح صلى بالناس بغلس[5] ثم اغار عليهم باصحابه فلم يعلموا حتى وطأتهم الخيل. فما ادرك آخر اصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم وخرب ديارهم واقبل بالاسارى والاموال معه. ونزل جبرئيل (ع) فأخبر رسول الله (ص) بما فتح الله بعلي (ع) وجماعة المسلمين. فصعد رسول الله (ص) المنبر فحمد الله وأثنى عليه وأخبر الناس بما فتح الله على المسلمين واعلمهم انه لم يصب منهم الا رجلان ونزل. فخرج يستقبل علياً في جمع اهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة. فلما رآه علي (ع) مقبلاً نزل عن دابته ونزل النبي (ص) حتى التزمه وقبّل ما بين عينيه. فنـزلت جماعة المسلمين الى علي (ع) حيث نزل رسول الله (ص) واقبل بالغنيمة والاسارى وما رزقهم الله به من اهل الوادي اليابس. قال الامام جعفر بن محمد (ع): ما غنم المسلمون مثلها قط الا ان يكون من خيبر فانها مثل ذلك. وانزل تبارك وتعالى في ذلك اليوم هذه السورة (والعادياتِ ضبحاً)[6]. وأورد صاحب تفسير البرهان موجزاً عن الغزوة في ذيل سورة العاديات[7].
قال السيد الحميري يصف الغزوة:
وفي ذات السلاسل من سليمِ غداة أتاهم الموت المبير
وقد هزموا ابا حفص وعمرواً وصاحبه مراراً فاستطيروا
وقد قتلوا من الانصار رهطاً فحل النذر او وجبت نذور
أزاد الموت مشيخة ضخاماً جحاجحة يسد بها الثغور[8]
وعندما استقبل النبي (ص) علياً في اطراف المدينة قال: «الحمد لله يا علي الذي شدَّ بك ازري وقوّى بك ظهري، يا علي انني سألت الله فيك كما سأل اخي موسى بن عمران صلوات الله وسلامه عليه ان يشرك هارون في امره وقد سألت ربي ان يشدّ بك ازري. ثم التفت
الى اصحابه وهو يقول: معشر اصحابي لا تلوموني في حب علي بن ابي طالب (ع) فانما حبي علياً من امر الله، والله امرني ان احب علياً وادنيه. يا علي من احبك فقد احبني ومن احبني فقد احب الله…»[9].